السبت، 12 يوليو 2008

بوكيــــــه

بوكيـــــــــــــه

(اهلا اهلا .. ازى حضرتك يا استاذ محمود)


تلك كانت كلمات (الريس على) مالك المشتل الذى اٍعتدت التردد عليه


(عاش من شاف سعادتك...ده انت بقالك ييجى سنه واكتر مشفنكش)


(معلش يا ريس... مانت عارف مشاغل الحياه)


وقعت تلك الكلمات كالصاعقه على لسانى الذى نطق آخر كلماته بمراره


- (ثوانى واجهز لسعادتك بوكيه الورد البلدى المخصوص, انا لسه فاكر طلبك من ايام ماكنت بتجيلى ووشك بيرقص من الفرحه أول ماتاخد مسابقه، ولا يوم مانَزلت أول ديوان عملتلك احلى بوكيه ورد عملته فى حياتى، وكله طبعا لأجل الست (منه) ، اٍلا بالحق .....هى اخبارها ايه؟)


صاعقه اخرى تقع على لسانى، لن يسلم ابداً من الصواعق تلك الليله


(اه ...كويسه الحمد لله...دا ..دا حتى خطوبتها كمان كام ساعه)


لم اعرف كيف نطق لسانى بتلك الكلمات، ولا حتى كيف مرت هذه الحروف من بين احبالى الصوتيه، ولكنى احسست وكأنها دموع حلقى رافضه مافيه حالى، وما اٍن عَبَرت تلك الكلمات من بين شفتيَّ ، اٍلا ورأيت عينين منفرجتين متماثلتين تماماً مع وضع الفم ، ولكنى تجاهلت تلك النظرات ،أسرع (الريس على) ليُلحقنى بالبوكيه، فأختفي من امامه،
كنت اراقبه كعادتى من بعيد ولكن بوكيه اليوم مختلف ، فلم أعرف ماسبب اٍحساسى بأن ورق الكوريشه الأسمر الذى اٍستخدمه (الريس على) وكأنه قلبى وان كل زهره تختفى بداخله ماهى اٍلا شذايا تغلغل بصدرى.. بل بكامل جسدى


(اتفضل يا استاذ محمود، والف مبروك للست (منه) )


(تسلم ايديك يا ريس)


من يرضى بحالى واٍن كنت لم أرضى به، حتى البوكيه مااٍن لامسته وكأنى سمعت سيل من اللعنات، كارهاً اٍِحتضانى لبراعمه، وبعدها بعض التمتمات التى نبهتنى لصوت هاتفى المحمول...
وما اٍن رأيت رقم المتصل فاٍذ بى أعدو نحو اول تاكسى اٍستوقفته


(الزمالك يا أسطى؟)


(على فين يا بيه؟؟)


(نادى الترسانه)


(اتفضل يا ذوق)


لم اعرف كيف يتمكن منى مرض النسيان الأحمق فى مثل هذا اليوم،
مااٍن وصلت وتركت التاكسى وسائقه الثرثار،اكملت عدوى ولكن بسرعه اكبر متجهاً نحو قاعه الفيروز المجاوره مباشرهً لقاعه كليوبترا والتى تمتلئ بفرحه كل الحضور لخطبه منه..


فلقد نسيت أن الليله حفل زفافى على صديقه من أهديتها أجمل..... بوكيـــــــه..

(برواز من غير ملامح)

احمد الشاعــــــــــــر